.........عندما يندر الرجال

.........عندما يندر الرجال
الشهيد صلاح مصطفى محمد شحادة

...أي كلام يصف هذا البطل
يكفيه فخرا ً أنه المطلوب رقم (1) لأجهزة أمن اسرائيل

ولد القائد صلاح في مخيم الشاطىء في قطاع غزة عام 1953
بحر غزة الذي ملأ قلبه بالتحدي والصمود
ما كان إلا استمرار لبحر يافا بلده الأصلي
اختار النضال طريقا ً...ونعم الاختيار
درس في إحدى مدارس الغوث الابتدائية وحصل على الثانوية العامة من مدرسة فلسطين في غزة
ووقفت الصعوبات المادية حائلا ً دون إتمام طموحه في دراسة الطب والهندسة في جامعات تركيا وروسيا
أكمل دراسته في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الاسكندرية
ولكن حب فلسطين لا يفتأ يلاحق أبنائها أينما رحلوا
ومن هناك بدأت رحلته نحو الحرية
أعتقل عدة مرات...مرة في 1948 لااشتباه بنشاطات معادية كان يقوم بها
استمر الاعتقال مدة عامين ولكنهم لم يستطيعوا كسر صمود اعتنق روحه
خرج ليكم مسيرته في شغل منصب مدير شؤون الطلاب في الجامعة الاسلامية
ولكنه اعتقل مجددا ً...ولعدم قدرة الاستخبارات الاسرائيلية من إثبات شيء ضده
أفرج عنه..
ولم يكد يستنشق نسيم الحرية أعيد مجددا ً إلى السجن
ضاق المحققون ذرعا ً بصموده...ولم ييأس لحظة
قاوم التعذيب بعزيمة لا تعرف الهوان...وقلب لا يعرف الخوف...ولسان لم ينسى ذكر الله
لم يكن ليعترف بهم ليعترف بالتهم الموجهة إليه
...سنين طواها من عمره وهو خلف القضبان
خرج بعدها يقبل إحدى بناته ...ولدت وهو أسير...لم تحظى برؤية وجه أبيها البطل
ولكنه لم يخرج ليستريح...بل ليكمل المشوار
لم يعد أسيرا ً الآن ...بل مطارد ...وليس كاي مطارد بل الرقم (1) لاسرائيل
تدفع أغلى ثمن لمن يدلها على مكانه
كيف لا ...وهم لم يعرفوا النوم بوجوده...فلم تهدأ طائراتهم عن التجول في سماء غزة للظفر به
...في يوم الاثنين 22 تموز 2002
قامت طائرة اسرائيلية حربية من طراز إف 16 بقصف بناية مأهولة بالسكان
وذلك لاغتيال المجاهد العظيم...
استشهد الشيخ صلاح مع زوجته وابنته التي ولدت بعيدا ً عنه
استشهد مرافقه ...والكثير من سكان البناية ...معظمهم أطفال
رحل لتضيء السماء بنور رجل مؤمن...عرف الله فأهداه الشهادة...ما أعظم الهدية

((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر))



رحمه الله ورحم الشهداء جميعا ً


المجد والخلود لشهدائنا
---------------