رحلة إلى السماء

موضوع: رحلة إلى السماء الجمعة مارس 11, 2011 2:49 pm

رحلة إلى السماء

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ً بل احياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
صدق الله العظيم

في محاولة لاقتباس شيء من نورهم
والارتقاء قليلا ً بأنفسنا بتذكرهم
سنرحل سوية إلى عليائهم...ونلبث قليلا ً في رحابهم المقدسة
لنتعرف على من صاغ ماضينا وأسهم في بناء صرح حاضرنا ورسم أجمل مستقبل لنا

هم تلك النجوم التي تنير حالك ظلامنا...
هم تلك الطيور التي تحلق في أفق حريتنا...
هم تلك الزهور التي تتجمع على ضفتي طريقنا الطويل...

سأبدأ مع أروع الأبطال وأشجع الفرسان
الشهيد : فارس فائق عودة

في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 2000
شاهد العالم الأعمى جبل صغير يقاوم الرياح الصهيونية العاتية

رحلة السماء

هذا الجبل ما كان إلا طفل لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره
تحدى بحجر صغير دبابة من دبابات العدو...
ولنقل أنه تحدى جيش بأكمله من أعتى جيوش العالم
...لم يهاب الموت ولم تثن عزيمته توسلات أمه وغضب أبيه الخائف على طفله الجريء...
لم تقيد حريته جدران غرفته التي حبسه أبوه فيها ليمنعه من الاستمرار في انتفاضته الطفولية...هرب منها ليتلقفه العالم الأرحب ..وليخطو عتبة الجنة

لم يغب ابن خالته " شادي" عن مخيلته وهو الطفل الذي قتله الجنود بدم بارد على معبر المنطار

قبل خروجه ليواجه الجنود ..وضع صورته في إطار من الزهور وكتب تحتها
...(الشهيد فارس عودة)...
لقد أقسم الشهادة وباع روحه..ليشتري فلسطين..ويشتري الجنة
لا مجال للتفكير أيهما أغلى فالأرض والجنة شيء لا يقبل الشك بأنهما أثمن الأشياء ...
ولكن روح بطل صغير .. أغلى مما تتصوروه
استفز بجرأته جنود الاحتلال
تابعوه بنظراتهم ووجهوا فوهات بندقياتهم صوبه
يراقبونه من خلف متاريسهم الغضة الواهية
وقف يلقي بالحجارة نحوهم...ووعده اصدقائه الذين كانوا إلى جانبه بجمع مزيد من الحجارة
كوكبة من المجاهدين الصغار ...لا يوجد أروع من منظرهم
ينحني ليلتقط الحجر ..فتسكنه الرصاصة الغادرة
أخبر اصدقائه فلم يصدقوه...ووعدوه بجمع مزيد من الحجارة
ابتسامة صفراء تطل على وجه الجندي الذي ظفر بدم الفارس
لم يسمحوا لسيارة الإسعاف بالاقتراب ولا لرفاقه...
نزف ببطء ليسقي أرض فلسطين ألذ شراب

وبينما تشرق السماء بروح فارس
تودع غزة أجمل رجالها ...ويكمل العالم نومه...ولا أمل أن يرى حتى في أحلامه ما يراه فارس الآن

رحلة السماء

كنت صغيرة عندما استشهد فارس
كبرت ...ولكن فارس سيبقى الأكبر
أكبر من كل الرجال
أنه الطفل أو لعله الرجل الذي لن أنساه ما حييت
رمز التحدي والصمود والبطولة
...رمز فلسطين